stack
  • Facebook
  • RSS
  • youtube
  • technorati
  • delicious

حكم الجماعات الاسلامية بين الواقع و الخيال .


 
حكم الجماعات الاسلامية بين الواقع و الخيال .
بادئ ذى بدء ان الاسلام هو أن تشهد أن لا اله الا الله و ان محمدا عبده و رسوله . و ان الاسلام ليس هو المسلمون بل هو دين و للدين رب يحميه و الا لما وصل الينا وانتشر بين جنبات الكون حتى اليوم و الدليل ان الله سبحانه و تعالى يقول ( و ما أرسلناك الا رحمة للعالمين ) اى لجميع المخلوقات الجن و البشر و حتى الشجر و الحجر ، أما المسلمون فهم شأن آخر ، و بما لهم و ما عليهم فهم فى النهاية بشر و ليس ملائكة .
لكن الاشكالية فى من يدعى الايمان ويوصى غيره به ولا يأتيه هو و الله سبحانه و تعالى حذرنا جميعا من ذلك بقوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا لمَ تقولون ما لا تفعلون كبر مقتاً عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون ) .
الاشكالية الاخرى هى ان الاستضعاف يزيد كل يوم عن اليوم الذى قبله ضد المسلمين فى كل بقاع العالم . و قد حذر النبى صلى الله عليه و سلم من ذلك بحديثه :( يوشك ان تتداعى عليكم الامم كما تتداعى الاكلة على قصعتها، قالوا: اومن قلة يارسول الله؟ قال (صلى الله عليه وسلم): بل انتم كثير، ولكنكم غثاء كغثاء السيل، ولينزعن الله المهابة من قلوب اعدائكم منكم، وليقذفن الله في قلوبكم الوهن، قالوا: وما الوهن يا رسول الله؟ قال (صلى الله عليه وسلم) : حب الدنيا وكراهية الموت  ).
أعتقد من وجهة نظرى أن الحركة الإسلامية المصرية، وفى مقدمتها التحالف الذى قاده الإخوان المسلمون وقع فى عشرة أخطاء استراتيجية خطيرة كانت كفيلة بأن تؤدى إلى كل ما أصاب أبناء الحركة الإسلامية من تضييق ومحاكمات وسجون وقتل واعتقالات ومطاردات أمنية.. وتحولهم من سعة القصور إلى ضيق السجون.
و يقول الدكتور ناجح ابراهيم الذى كان ينتمى للجماعات الاسلامية يوماً ما و الذى يعتبره الأكثرة منهم اليوم بأنهم أصبح من رجال الامن و ليس منهم ، حيث يقول الرجل على لسانه :
وأرجو صادقاً أن يفتح العلماء والمفكرون نقاشاً موسعاً حول هذه النقاط.. فإن كانت هذه النقاط صحيحة فلنحاول جميعاً علاجها.. وإن لم تكن صحيحة فلنسأل عن الأسباب الحقيقية وراء إخفاق الحركة الإسلامية المصرية، خصوصاً التحالف الذى قاده الإخوان المسلمون فى تحقيق أى هدف دعوى أو تربوى أو سياسى أو حتى سلطوى فى الفترة الأخيرة.. مع عمل مراجعة شاملة وأمينة بيننا وبين الله أولاً، ثم أنفسنا بصدق وتجرّد لتصويب هذه الأخطاء وتصحيحها.
وإليكم هذه الأخطاء العشرة من وجهة نظر العبد الفقير إلى الله كاتب هذه السطور:
أولاً: أخطر ما أصاب الحركة الإسلامية المصرية هو تخليها طواعية عن موقع الدعوة والهداية وتحولها إلى حركة سياسية محضة تدور حول السلطة وتدندن حولها وتضحى من أجلها وتبذل الآلاف من شبابها من أجل كراسيها.. ظناً منها أن السلطة ستخدم الإسلام أكثر من غيرها.. رغم أن الواقع العلمى ينطق بالعكس.
ثانياً: قيادة الدولة بعقلية الجماعة مع الاختلاف الكبير بين الدولة والجماعة من حيث التكوين والفقه وطرق القيادة والعلاقات الداخلية والخارجية.. وقيادة الدولة بعقلية وفكر الدعوة.. مع الاختلاف البيّن بينهما.
ثالثاً: الخلط المعيب بين الشرعية والشريعة.. مع أن الفرق بينهما كالفرق بين السماء والأرض.. فالشريعة معصومة وهى اختيار الله الذى لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه.
أما الشرعية فهى اختيار البشر.. وهو غير معصوم وقد يخطئ وقد يصيب.
والشريعة لا يمكن التنازل عنها.. أما الشرعية فيمكن التنازل عنها لمصلحة شرعية مثل حقن الدماء، كما تنازل الحسن بن على.
وتلت ذلك مصيبة أكبر من الخلط بين الشريعة والشرعية وهى إطلاق شعار «الشرعية أو الدماء» بعد عزل «د. مرسى»، بدلاً من الاستنان بسنة الحسن بن على حقناً للدماء.. وهذا الشعار كان سبباً فى إهدار كثير من الدماء دون أن تعود الشرعية.
رابعاً: الخلط بين العقائدى الثابت والسياسى المرن المتغير.. وبين المقدس والبشرى.. والخلط المعيب بين الأحزاب السياسية والجماعات الدعوية.. بحيث ذابت المسافات تماماً بين الجماعة الدعوية والحزب السياسى التابع لها.. بل أصبحت هذه الأحزاب مجرد ذراع سياسية للجماعات السرية.
خامساً: الخلط بين الإسلام المعصوم والحركة الإسلامية غير المعصومة.. وبين الإسلام المعصوم والإسلامى غير المعصوم.. وبين الإسلام المعصوم والفكر والفقه الإسلامى غير المعصوم.
سادساً: تحالف الحركات الإسلامية السلمية مع تنظيمات لها أفكار تكفيرية ومسلحة وتسير على نهج «القاعدة».. وتكفّر الجيش والشرطة والأحزاب السياسية والصوفية وغيرها وتقوم بتفجيرات واغتيالات وحرائق.
بالإضافة إلى فرح قطاع عريض من أبناء التحالف بقتل أى ضابط جيش أو شرطة.. والتهليل لحرق سيارات الشرطة أو أقسامها أو مدرعاتها.. ناسين أن تجديد هذه السيارات والأقسام سيكون على حساب الغلابة المصريين من دافعى الضرائب.. وأن الجيش والشرطة مسلمون لا يجوز قتلهم أو تفجيرهم حتى إن وقع بعضهم فى ظلم أو جور أو معصية.
سابعاً: توجه قطاع كبير من شباب الحركة الإسلامية إلى فكر التكفير، ناسين أننا «دعاة لا قضاة».. وأن الله لن يسأل أحداً من أبناء الحركة الإسلامية وغيرهم من الدعاة عن تكفير أو تفسيق أو تبديع فلان أو فلان.. ولكنه سيسألنا: هل حبّبنا الناس فى الدين أم نفرناهم عنه؟.
ثامناً: توجه قطاع كبير من الشباب الإسلامى إلى التفحش مع خصومهم.. ناسين أن هدف رسالة الإسلام هو «إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق».. وأخطر من ذلك هو شرعنة أو أسلمة التفحش.. وهذا لم يحدث فى تاريخ الإسلام كله.
تاسعاً: غياب الخطاب الإسلامى الوسطى الذى يجمع ولا يفرّق.. ويبشر ولا ينفر.. وييسر ولا يعسر.. ويقرّب الناس من الدين ولا يبعدهم عنه.. ويعين الإنسان على شيطانه لا أن يعين شيطانه عليه.. يدعو إلى المصالحة والعفو والصفح والتسامح.. ليحل محله خطاب تنفيرى حربى أو تحريضى أو طائفى أو تكفيرى أو انتقامى.
عاشراً: تحويل الصراع السياسى أو الصراع على السلطة إلى صراع دينى وأن مصر فيها فسطاطين.. فسطاط للكفر والعلمانية وفسطاط للإيمان والدين.. وهذا يضر الإسلام قبل أن يضر خصومه.
الى هنا اكمل الرجل قوله فى 10 نقاط مختصرة كما أسلفت سابقاً .
اعتقد ان الجماعات بفكرها العنصرى فهى لم تعط الاختيار لأحد مثلها مثل العنصرية القبلية و ما الافرق بينها الا ان الجماعات تزج بالعنصرية الدينية و تفرق بين أبناء الوطن الواحد بينما العنصرية القبلية تفرق بين الجميع على اساس الاعراق و الانساب و الأصول ، و كلاهما خطير على الدول و استقرارها .
امريكا عندما ارادت تدمير يوغوسلافيا السابقة اوعزت لأبناء الوطن الواحد بالعنصرية الدينية حتى أن المسيحيين أصبحوا يذبحون أبناء المسلمين ذبحاً لقرى كاملة لا لشئ الا لأذكاء الفتنة التى نتيجتها أنفصال يوغوسلافيا القوية لعدة دويلت ممزقة و أمريكا ل تريد تحقيق العدل بل هى من فعلت التفرقة بين أبناء الوطن الواحد هناك بسبب تبعيتهم للاتحاد السوفيتى السابق أى تصفية حسابات ، و فرنسا فعلت ذلك بين أبناء الشعب الواحد فى بوروندى فقتل بعضهم بعضأ ليردوا بعضهم بعضاً ما لا يقل عن 3 ملايين عن طريق رجال الكنيسة الفرنسيين و هكذا .
الغرب بما فيها امريكا تستخدم أبناء السنة ضد الروس مثلاً فى أفغانستان و ضد الشيعة أحياناً و هم أبناء الوطن الواحد .
تجارب أفغانستان و السودان و الصومال و التناحر على السلطة بين امراء الحرب و منهم كبار المجاهدين يدل على ان الموضوع مسلمين و ليس اسلام .
التوافق الامريكى مع الجيش الحرالاخوانى فى سوريا الآن هو أكبر دليل على خيانة الجماعات ، التوافق الامريكى مع شيخ شريف شيخ احمد قائد المحاكم الاسلامية المجاهدة  فى الصومال للرجوع للحكم بعد طرده مقابل القضاء على شباب المجاهدين و هم أخوته فهو تموله امريكا و أخوته تمولهم أسرائيل لأنهم لدى أريتريا لدى اسياسى افورقى الرئيس الأريترى الذى تموله اسرائيل .
التجربة الروحية الوحيدة الناحجة هى تجربة ماليزيا عن طريق القائد الحقيقى مهاتير محمد لماذا؟ لأن الرجل لم يتلاعب بالدين و لم يفرق بين أبناء الوطن الواحد ، بل أهتم بالادارة و القضاء على الفساد ومسبباته و الاهتمام بالرقى و التقدم و ليس الاستحواذ على السلطة أنه بالفعل قائداً لا يشق له غبار و قد نجح و أرتقى بدولته الى مصاف الدول فى الامام كما نراها جميعاً الآن .
النتيجة النهائية تلاعب المسلمين بدينهم للوصول للسلطة و التنازع و التزاحم و أستعمال أساليب فرق تسد و عدم مصداقيتهم أضاع منهم أشياء كثيرة أولها الحكم و حتى نظرة شعوب الدول التى ليس على دين الاسلام و اعتقادهم بان المسلمين هو الاسلام بعينه مما جعل النظرة قد تغيرت تماماً الى الاسلام و الاسلام من هذه الأفعال برئ .
الحقيقة العارية بأن شرع الله سيتم تطبيقه يوماً ما لأنه منهاج لابد منه للبشرية جمعاء و من وضعه لنا هو الله عز و جل و هو أرحم بعباده من البشرية جميعاً و ان أحكام الشريعة هى ألطف بكثير من الاحكام التى وضعها البشر و هى تصنع حياة حقيقية فى حال تطبيقها على الجميع دون تمييز و بعد تطبيق العدالة بين الناس جميعاً ، وهذه شروط تطبيقها حتى لا يكون لأحد عذرا .
الشامى السنجرى

0 comments:

إضغط هنا لإضافة تعليق

إرسال تعليق

Blogger Widgets