stack
  • Facebook
  • RSS
  • youtube
  • technorati
  • delicious

ادارة الحـــــــــروب .. و كيفية التعامل مع الأسرى فى الاسلام .

ادارة الحـــــــــروب ..
و كيفية التعامل مع الأسرى فى الاسلام .
--------------------------------------
نرى في الآونة الأخيرة مع كثرة الحروب زيادة عدد أسرى الحرب بين أهل الحرب ، وخاصة من يدعون أنهم يقاتلون في سبيل الله تعالى ، لكن وجدنا معاملتهم للأسرى تصب على شيء ، وهو القتل بأبشع صورة والتمثيل بالجثث ، واللعب برؤوس الناس ، وهذا كله مخالف لهدي النبي صلى الله عليه وسلم
والكلام في الأسرى وأحكام الأسرى ومعاملتهم يطول ذكره ، وسوف نختصر القول في هذا المطلب بما يفي بالغرض
أولا : معنى الأسير
الأسير هو : الذي وقع في أيد المسلمين حيا ، أو من ألقى سلاحا مستسلما .
ثانيا : شرعية الأسر
والحروب لابد فيها من أسرى من كلا الطرفين ، والإسلام راعى معاملة الأسير معاملة طيبة حتى يحكم الإمام فيه بحكمه الذي يوافق مصلحة المسلمين .
قال تعالى : (فَإِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقَابِ حَتَّى إِذَا أَثْخَنْتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الْوَثَاقَ فَإِمَّا مَنّاً بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاءً حَتَّى تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا ذَلِكَ وَلَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لانْتَصَرَ مِنْهُمْ وَلَكِنْ لِيَبْلُوَ بَعْضَكُمْ بِبَعْضٍ)(محمد: من الآية4)
قال ابن جرير :
يقول تعالى ذكره لفريق الإيمان به وبرسوله : ( فَإِذا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا ) بالله ورسوله من أهل الحرب ، فاضربوا رقابهم.
وقوله : ( حَتَّى إِذَا أَثْخَنْتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الْوَثَاقَ ) يقول : حتى إذا غلبتموهم وقهرتم من لم تضربوا رقبته منهم ، فصاروا في أيديكم أسرى ( فَشُدُّوا الْوَثَاقَ ) يقول : فشدّوهم في الوثاق كيلا يقتلوكم ، فيهربوا منكم.
وقوله : ( فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاءً ) يقول : فإذا أسرتموهم بعد الإثخان ، فإما أن تمنوا عليهم بعد ذلك بإطلاقكم إياهم من الأسر، وتحرروهم بغير عوض ولا فدية ، وإما أن يفادوكم فداء بأن يعطوكم من أنفسهم عوضا حتى تطلقوهم، وتخلوا لهم السبيل.([1])
ثالثا : هدي النبي صلى الله عليه وسلم في معاملة الأسرى
وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم من أحسن الناس معاملة للأسرى .
قال ابن القيم :
فَصْلٌ فِي هَدْيِهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ فِي الأُسَارَى
كَانَ يَمُنّ عَلَى بَعْضِهِمْ وَيَقْتُلُ بَعْضَهُمْ وَيُفَادِي بَعْضَهُمْ بِالْمَالِ وَبَعْضَهُمْ بِأَسْرَى الْمُسْلِمِينَ وَقَدْ فَعَلَ ذَلِكَ كُلّهُ بِحَسَبِ الْمَصْلَحَةِ فَفَادَى أُسَارَى بَدْرٍ بِمَالٍ ، وَقَالَ لَوْ كَانَ الْمُطْعِمُ بْنُ عَدِيّ حَيّا ، ثُمّ كَلّمَنِي فِي هَؤُلاءِ النّتْنَى ، لَتَرَكْتُهُمْ لَهُ ([2])
وَهَبَطَ عَلَيْهِ فِي صُلْحِ الْحُدَيْبِيَةِ ثَمَانُونَ مُتَسَلّحُونَ يُرِيدُونَ غِرّتَهُ فَأَسَرَهُمْ ثُمّ مَنّ عَلَيْهِمْ . ([3])
وَأَسَرَ ثُمَامَةَ بْنَ أَثَالٍ سَيّدَ بَنِي حَنِيفَةَ ، فَرَبَطَهُ بِسَارِيَةِ الْمَسْجِدِ ثُمّ أَطْلَقَهُ فَأَسْلَمَ .
وَاسْتَشَارَ الصّحَابَةَ فِي أُسَارَى بَدْرٍ ، فَأَشَارَ عَلَيْهِ الصّدّيقُ أَنْ يَأْخُذَ مِنْهُمْ فِدْيَةً تَكُونُ لَهُمْ قُوّةً عَلَى عَدُوّهِمْ وَيُطْلِقَهُمْ لَعَلّ اللّهَ أَنْ يَهْدِيَهُمْ إلَى الإِسْلامِ وَقَالَ عُمَرُ : لا وَاَللّهِ مَا أَرَى الّذِي رَأَى أَبُو بَكْرٍ وَلَكِنْ أَرَى أَنْ تُمَكّنَنَا فَنَضْرِبَ أَعْنَاقَهُمْ فَإِنّ هَؤُلاءِ أَئِمّةُ الْكُفْرِ وَصَنَادِيدُهَا ، فَهَوِيَ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ مَا قَالَ أَبُو بَكْرٍ وَلَمْ يَهْوَ مَا قَالَ عُمَرُ فَلَمّا كَانَ مِنْ الْغَدِ أَقْبَلَ عُمَرُ فَإِذَا رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ يَبْكِي هُوَ وَأَبُو بَكْرٍ فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللّهِ مِنْ أَيّ شَيْءٍ تَبْكِي أَنْتَ وَصَاحِبُكَ فَإِنْ وَجَدْتُ بُكَاءً بَكَيْتُ وَإِنْ لَمْ أَجِدْ بُكَاءً تَبَاكَيْتُ لِبُكَائِكُمَا ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ : أَبْكِي لِلّذِي عَرَضَ عَلَيّ أَصْحَابُك مِنْ أَخْذِهِمْ الْفِدَاءَ لَقَدْ عُرِضَ عَلَيّ عَذَابُهُمْ أَدْنَى مِنْ هَذِهِ الشّجَرَةِ ، وَأَنْزَلَ اللّهُ ( مَا كَانَ لِنَبِيّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتّى يُثْخِنَ فِي الأَرْضِ ) [ الأَنْفَالُ 67 ] ([4]).
تَكَلّمَ النّاسُ فِي أَيّ الرّأْيَيْنِ كَانَ أَصْوَبَ فَرَجّحَتْ طَائِفَةٌ قَوْلَ عُمَرَ لِهَذَا الْحَدِيثِ وَرَجّحَتْ طَائِفَةٌ قَوْلَ أَبِي بَكْرٍ لاسْتِقْرَارِ الأَمْرِ عَلَيْهِ وَمُوَافَقَتِهِ الْكِتَابَ الّذِي سَبَقَ مِنْ اللّهِ بِإِحْلالِ ذَلِكَ لَهُمْ وَلِمُوَافَقَتِهِ الرّحْمَةَ الّتِي غَلَبَتْ الْغَضَبَ وَلِتَشْبِيهِ النّبِيّ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ لَهُ فِي ذَلِكَ بِإِبْرَاهِيمَ وَعِيسَى ، وَتَشْبِيهِهِ لِعُمَرَ بِنُوحٍ وَمُوسَى .
وَلِحُصُولِ الْخَيْرِ الْعَظِيمِ الّذِي حَصَلَ بِإِسْلامِ أَكْثَرِ أُولَئِكَ الأَسْرَى ، وَلِخُرُوجِ مَنْ خَرَجَ مِنْ أَصْلابِهِمْ مِنْ الْمُسْلِمِينَ وَلِحُصُولِ الْقُوّةِ الّتِي حَصَلَتْ لِلْمُسْلِمِينَ بِالْفِدَاءِ وَلِمُوَافَقَةِ رَسُولِ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ لأَبِي بَكْرٍ أَوّلا ، وَلِمُوَافَقَةِ اللّهِ لَهُ آخِرًا حَيْثُ اسْتَقَرّ الْأَمْرُ عَلَى رَأْيِهِ وَلِكَمَالِ نَظَرِ الصّدّيقِ فَإِنّهُ رَأَى مَا يَسْتَقِرّ عَلَيْهِ حُكْمُ اللّهِ آخِرًا ، وَغَلّبَ جَانِبَ الرّحْمَةِ عَلَى جَانِبِ الْعُقُوبَةِ .
قَالُوا : وَأَمّا بُكَاءُ النّبِيّ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ فَإِنّمَا كَانَ رَحْمَةً لِنُزُولِ الْعَذَابِ لِمَنْ أَرَادَ بِذَلِكَ عَرَضَ الدّنْيَا ، وَلَمْ يُرِدْ ذَلِكَ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ وَلا أَبُو بَكْرٍ وَإِنْ أَرَادَهُ بَعْضُ الصّحَابَةِ فَالْفِتْنَةُ كَانَتْ تَعُمّ وَلا تُصِيبُ مَنْ أَرَادَ ذَلِكَ خَاصّةً كَمَا هُزِمَ الْعَسْكَرُ يَوْمَ حُنَيْنٍ بِقَوْلِ أَحَدِهِمْ ( لَنْ نُغْلَبَ الْيَوْمَ مِنْ قِلّةٍ ) وَبِإِعْجَابِ كَثْرَتِهِمْ لِمَنْ أَعْجَبَتْهُ مِنْهُمْ فَهُزِمَ الْجَيْشُ بِذَلِكَ فِتْنَةً وَمِحْنَةً ثُمّ اسْتَقَرّ الأَمْرُ عَلَى النّصْرِ وَالظّفْرِ وَاَللّهُ أَعْلَمُ . وَاسْتَأْذَنَهُ الأَنْصَارُ أَنْ يَتْرُكُوا لِلْعَبّاسِ عَمّهِ فِدَاءَهُ فَقَالَ : لا تَدَعُوا مِنْهُ دِرْهَمًا .([5])
وَاسْتَوْهَبَ مِنْ سَلَمَةَ بْنِ الأَكْوَعِ جَارِيَةً نَفَلَهُ إيّاهَا أَبُو بَكْرٍ فِي بَعْضِ فَوَهَبَهَا لَهُ فَبَعَثَ بِهَا إلَى مَكّةَ ، فَفَدَى بِهَا نَاسًا مِنْ الْمُسْلِمِينَ .([6])
وَفَدَى رَجُلَيْنِ مِنْ الْمُسْلِمِينَ بِرَجُلٍ مِنْ عُقَيْلٍ وَرَدّ سَبْيَ هَوَازِنَ عَلَيْهِمْ بَعْدَ الْقِسْمَةِ ، وَاسْتَطَابَ قُلُوبَ الْغَانِمِينَ فَطَيّبُوا لَهُ وَعَوّضَ مَنْ لَمْ يُطَيّبْ مِنْ ذَلِكَ بِكُلّ إنْسَانٍ سِتّ فَرَائِضَ .
وَقَتَلَ عُقْبَةَ بْنَ أَبِي مُعَيْطٍ مِنْ الأَسْرَى ، وَقَتَلَ النّضْرَ بْنَ الْحَارِثِ لِشِدّةِ عَدَاوَتِهِمَا لِلّهِ وَرَسُولِهِ . وَذَكَرَ الإِمَامُ أَحْمَدُ عَنْ ابْنِ عَبّاسٍ قَالَ : كَانَ نَاسٌ مِنْ الأَسْرَى لَمْ يَكُنْ لَهُمْ مَالٌ ، فَجَعَلَ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ فِدَاءَهُمْ أَنْ يُعَلّمُوا أَوْلادَ الأَنْصَارِ الْكِتَابَةَ وَهَذَا يَدُلّ عَلَى جَوَازِ الْفِدَاءِ بِالْعَمَلِكَمَا يَجُوزُ بِالْمَالِ .([7])
وقال رحمه الله :
فَصْلٌ : وَكَانَ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ يَمْنَعُ التّفْرِيقَ فِي السّبْيِ بَيْنَ الْوَالِدَةِ وَوَلَدِهَا ، وَيَقُولُ مَنْ فَرّقَ بَيْنَ وَالِدَةٍ وَوَلَدِهَا ، فَرّقَ اللّهُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَحِبّتِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ .([8]) . وَكَانَ يُؤْتَى بِالسّبْيِ فَيُعْطِي أَهْلَ الْبَيْتِ جَمِيعًا كَرَاهِيَةَ أَنْ يُفَرّقَ بَيْنَهُمْ ([9])
· خلاصة معاملة النبي صلى الله عليه وسلم للأسرى :
من خلال الأحاديث والتاريخ الموثوق به أن النبي صلى الله عليه وسلم سلك مع الأسرى عدة طرق :
1 – فمنهم من أمسكه وضرب عليه الرق ، سواء أكانوا من أولاد العرب أم من أهل الكتاب وهم اليهود والنصارى
2 -ومنهم من أمر بقتله ،- مثل عقبة بن أبي معيط ، والنضر بن الحارث ، وذلك لشدة عداوتهما للنبي صلى الله عليه وسلم وكان ذلك فى رجوعه من غزوه بدر، وقال “لو كان المطعم بن عدى حيًّا ثم كلمني فى هؤلاء النتنَى لتركتهم له ” وكيهود بنى قريظة .
3-ومنهم من فداه بالمال ، كعمه العباس فى غزوة بدر، وقد استأذنه الأنصار أن يترك له فداءه ، فقال “لا تدعوا منه درهما” كما رواه البخاري .
4 – ومنهم من جعل فداءه عملا يؤديه للمسلمين ، كبعض أسرى بدر الذين افتدوا أنفسهم بتعليم أولاد الأنصار الكتابة ، وكان منهم زيد ابن ثابت .
5 -ومنهم من مَنَّ عليه الرسول بغير مقابل ، كأبي العاص بن الربيع زوج ابنته زينب وأبى عزة الجمحي الذي تركه بدون مال لما ذكر له كثرة بناته ، وسبى هوازن ردَّهم بعد القسمة للغنائم واستطاب قلوب الغانمين فطيبوا له -أي وافقوا- ومن لم تطب نفسه بذلك عوَّضه بكل إنسان ستًّا من الأنعام في الزكاة .
6 – وثبت أنه صلى الله عليه وسلم بادل أسرى المسلمين بأسرى الكفار، فقد استوهب من سلمة بن الأكوع جارية نفلها إياه أبو بكر في غزوة فزارة كما رواه مسلم -فوهبها له ، فبعث بها إلى مكة ففدى بها ناسا من المسلمين ، وفدى رجلين من المسلمين برجل من عقيل .
وأسر ثمامة بن أثال سيد بنى حنيفة ، فربطه في سارية المسجد ثم أطلقه فأسلم ،كما رواه مسلم ، كما هبط عليه في صلح الحديبية سبعون متسلحون يريدون غِرته فأسرهم ثم منَّ عليهم .
وإزاء هذه المرويات من فعل النبي صلى الله عليه وسلم اختلف الفقهاء في الأسرى ، فذهب الجمهور ومنهم الشافعي -إلى أن الإمام مخيَّر فيهم ، إن شاء قتل كما فعل ببني قريظة ، وإن شاء فادى بمال كبعض أسرى بدر، وإن شاء منَّ بلا شيء وإن شاء استرقَّ من أسر. غير أن الأوزاعى وسفيان ومالكا يكرهون أخذ المال من الأسير، لما في ذلك من تقوية العدو بالرجال .
وهذا التخيير متروك للإمام ليفعل ما فيه المصلحة، وقد روى عن على أن جبريل أمر النبى أن يخيِّر أصحابه في الأسارى ، إن شاءوا القتل وإن شاءوا الفداء . ولكن الإمام أبا حنيفة يقول : إن التخيير قد نُسخ ، والحكم الآن هو: إما القتل وإما الاسترقاق .
ويقول مجاهد من علماء التابعين : ليس اليوم منٌّ ولا فداء إنما هو الإسلام أو ضرب العنق .
ومنشأ الخلاف فى التخيير وعدمه هو آية (حتى إذا أثخنتموهم فشدوا الوثاق فلما منًّا بعدُ وإما فداء حتى تضع الحرب أوزارها) فقال أبو حنيفة : إن الحرب هنا في الآية هي بدر، فالمن والفداء هو في بدر فقط ، وأما بعدها فالحكم هو القتل أو الرق ، فالغاية على هذا هي للمن والفداء حتى يكون الحكم منسوخا، فإن جعلت الغاية للإثخان وشد الوثاق – أي القتل والأسر- كان المراد بالحرب جنسها ، يعنى أي حرب كانت ، لكن الجمهور يرى أن الغاية هي للمن والفداء مع إرادة جنس الحرب .
وقال العلماء أيضا : إن من أسلم قبل الأسر لم يسترق -أي لا يضرب عليه الرق -وأن النبي صلى الله عليه وسلم بعد غزوة بدر لم يفد بمال ، بل كان يمن أو يفادى أسيرا بأسير .
هذا وقد أوصى النبي صلى الله عليه وسلم بالأسرى خيرا ، فقد ثبت أنه لما وزع الأسرى على الصحابة قال لهم “استوصوا بالأسرى خيرا” ويقول أحدهم -وهو أبو عزير بن عمير- كنت في رهط من الأنصار حين أقبلوا بى من بدر فكانوا إذا قدموا غداءهم أو عشاءهم خصُّونى بالخبز وأكلوا التمر ، لوصية الرسول إياهم بنا . وكان الفداء ما بين 1500 ، 4000 درهم كما يراه الرسول من حال الأسير .
هذا هو الحكم فى الأسرى من الكفار ، أما أسرى الحروب بين المسلمين فلا تنطبق عليهم كل هذه الأحكام وبخاصة القتل والاسترقاق ، والواجب معاملتهم بالحسنى فإن كثيرا منهم أو أكثرهم مضطر إلى خوض المعركة ، لصرامة القوانين العسكرية
1 ـ رعل وذكوان
وقد طلبوا من النبي صلى الله عليه وسلم من يعلموهم القرآن والإسلام فأرسل معهم سبعين من القراء فأسروهم وقتلوهم غدرا .
روى البخاري (2647) عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَال : بَعَثَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَقْوَامًا مِنْ بَنِي سُلَيْمٍ إِلَى بَنِي عَامِرٍ فِي سَبْعِينَ فَلَمَّا قَدِمُوا قَالَ : لَهُمْ خَالِي أَتَقَدَّمُكُمْ فَإِنْ أَمَّنُونِي حَتَّى أُبَلِّغَهُمْ عَنْ رَسُولِ اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَإِلا كُنْتُمْ مِنِّي قَرِيبًا فَتَقَدَّمَ فَأَمَّنُوهُ فَبَيْنَمَا يُحَدِّثُهُمْ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذْ أَوْمَئُوا إِلَى رَجُلٍ مِنْهُمْ فَطَعَنَهُ فَأَنْفَذَهُ فَقَالَ : اللَّهُ أَكْبَرُ فُزْتُ وَرَبِّ الْكَعْبَةِ ، ثُمَّ مَالُوا عَلَى بَقِيَّةِ أَصْحَابِهِ فَقَتَلُوهُمْ إِلا رَجُلا أَعْرَجَ صَعِدَ الْجَبَلَ فَأُرَاهُ آخَرَ مَعَهُ فَأَخْبَرَ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلام النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُمْ قَدْ لَقُوا رَبَّهُمْ فَرَضِيَ عَنْهُمْ وَأَرْضَاهُمْ فَكُنَّا نَقْرَأُ أَنْ بَلِّغُوا قَوْمَنَا أَنْ قَدْ لَقِينَا رَبَّنَا فَرَضِيَ عَنَّا وَأَرْضَانَا ثُمَّ نُسِخَ بَعْدُ فَدَعَا عَلَيْهِمْ أَرْبَعِينَ صَبَاحًا عَلَى رِعْلٍ وَذَكْوَانَ وَبَنِي لَحْيَانَ وَبَنِي عُصَيَّةَ الَّذِينَ عَصَوْا اللَّهَ وَرَسُولَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .
2 ـ ومثال في العصر الحاضر
اليهود في حرب الغدر سنة 1967 ، أسروا جماعة من الجنود المصريين ، فقاموا فحفروا لبعضهم حفرا ودفنوهم أحياء فيها ، وقاموا بإطلاق الرصاص على بعضهم ، ولم تظهر هذه الجرائم إلا بعد ثلاثين سنة من فعلها . وكذلك يوجد في سجونهم من أسرى الفلسطينين أكثر من خمس عشرة ألف أسير ما بين رجل كبير ووشاب وامرأة وطفل وفتاة . والمجتمع الدولي لا يحرك ساكنا في ذلك . وقبلها القائمين على الحروب الصليبية قتلوا كثير من الأسرى المسلمين والتاريخ يشهد بذلك . وكذلك في كل حروب القرن العشرين لم يراعوا حقوقا للأسرى وظهرت مقابر جماعية في البوسنة والهرسك وغيرها من البلدان ولا تزال تظهر فضائح في ذلك .
وهكذا كما قال الله تعالى : (كَيْفَ وَإِنْ يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ لا يَرْقُبُوا فِيكُمْ إِلاً وَلا ذِمَّةً يُرْضُونَكُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ وَتَأْبَى قُلُوبُهُمْ وَأَكْثَرُهُمْ فَاسِقُونَ) (التوبة:8)
هامش
(1) تفسير الطبري – (22 / 153، 154)
(2) أخرجه البخاري ( 2970)
(3) أخرجه مسلم (1808)
(4) أخرجه مسلم (1763)
(5) البخاري (2400)
(6) أخرجه مسلم (1755)
(7) زاد المعاد (3/99)
(8) صحيح : أخرجه أحمد (23546) والحاكم في مستدركه (2333)

(9) زاد المعاد (3/99)
----------------
الشامى السنجرى

0 comments:

إضغط هنا لإضافة تعليق

إرسال تعليق

Blogger Widgets